أعلنت السلطات المحلية في محافظة مأرب، وسط اليمن، أن المحافظة تواجه أسوأ أزمة إنسانية في البلاد منذ بداية الحرب قبل تسعة أعوام، إذ تحتضن نحو 60% من النازحين داخلياً الذين يزيد عددهم عن 4.5 مليون شخص، نزحوا جراء الصراع المستمر.
إطلاق خطة الاستجابة الإنسانية
في خطوة لتعزيز الجهود الإنسانية، أطلقت السلطة المحلية في مأرب خطة الاستجابة الإنسانية للأعوام 2024 و2025، بحضور ممثلي منظمات أممية ودولية وإقليمية. وأكدت السلطة المحلية أن الوضع الإنساني في مأرب هو الأسوأ على مستوى اليمن، حيث يواجه السكان تهديدات متزايدة من الجوع والأمراض ونقص الخدمات الأساسية. وأوضحت الخطة أن مئات الآلاف من الأشخاص باتوا على بُعد خطوة واحدة فقط من الجوع.
الإحصائيات والأرقام تعكس حجم المعاناة
بحسب المكتب الإعلامي لمحافظة مأرب، تضم المحافظة نحو 3 ملايين و59 ألف نسمة، منهم 2 مليون و134 ألفاً من النازحين، و531 ألف نسمة من المجتمع المضيف، إلى جانب 37 ألف مهاجر من أفريقيا. وقد صنفت مأرب ضمن المرحلة الرابعة من نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهي مرحلة تسبق المجاعة مباشرة، مما يعكس حجم التحدي الذي تواجهه المحافظة.
احتياجات إنسانية ملحة
أشار وكيل محافظة مأرب، عبدربه مفتاح، إلى أن تزايد الأعداد السكانية في المحافظة يشكّل ضغطاً كبيراً على الموارد، خاصة في ظل نقص التمويل وتراجع التدخلات الإنسانية. وأكد أن الخطة المحلية ستسهم في تفعيل الشراكة مع الجهات الإنسانية، من خلال تحديد احتياجات السكان الضرورية، سواء على مستوى التدخلات الطارئة أو الاحتياجات ذات الطابع التنموي المستدام، الذي يسهم في تمكين السكان وتعافيهم بعد سنوات من الصراع.
دعم أممي واستجابة متكاملة
في السياق نفسه، أشاد مدير مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في مأرب، سعيد موسى، بخطة الاستجابة الإنسانية، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة ستعمل على دمجها ضمن الخطة الإنسانية الأممية لتنسيق الجهود وزيادة الدعم للسكان المتضررين.
تحديات الغذاء وتفاقم سوء التغذية
من جهته، أفاد برنامج الأغذية العالمي أن توافر الغذاء يمثل تحدياً كبيراً لذوي الدخل المحدود في اليمن. وذكر البرنامج أن سوء استهلاك الغذاء بلغ ذروته في مايو الماضي، حيث وصلت نسب الحرمان الغذائي إلى 32% في مناطق سيطرة الحوثيين، و31% في مناطق سيطرة الحكومة، مما يزيد من أهمية التدخلات الإنسانية العاجلة.
دعوات لاستمرار الدعم وتخفيف المعاناة
تعهدت السلطات المحلية في مأرب بتقديم التسهيلات الممكنة لشركاء العمل الإنساني لتخفيف معاناة السكان، في ظل تحديات التدهور الاقتصادي والتغيرات المناخية المستمرة. وتدعو المحافظة المجتمع الدولي والداعمين لتكثيف المساعدات لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمحافظة، مؤكدةً أن معالجة الأزمة تتطلب استجابة إنسانية فاعلة ومستدامة لتحسين حياة الملايين من النازحين والسكان المتضررين.